حمل تتويج المنتخب الجزائري بلقب كأس العرب للمنتخبات 2021 التي أقيمت بقطر، العديد من المكاسب "للخضر" الذي دخل البطولة بمنتخب رديف يقوده مجيد وبوقرة، وفي غياب المحترفين وأغلب لاعبي المنتخب الذي يدربهم المدير الفني جمال بلماضي.
أول المكاسب التي حققها المنتخب الجزائري من خلال تتويجه بالمونديال العربي، أن هذا اللقب هو الأول "للمحاربين" في تاريخ هذه البطولة، والتي تلعب لأول مرة تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، كونها كانت "بروفا" لبطولة كأس العالم التي ستحتضنها قطر بعد أقل من عام.
كما أن تحقيق هذا الإنجاز أكد كذلك الفترة الزاهية التي يمر بها المنتخب الجزائري منذ تولي المدير الفني جمال بلماضي زمام الأمور، فبعد التتويج بكأس أفريقيا 2019 والتأهل للدور الفاصل من تصفيات مونديال 2022، وتحقيق سلسلة ما زلت مستمرة من مباريات "اللاهزيمة"، جاء المنتخب بلاعبين، أغلبهم جدد، وبمدرب المنتخب المحلي ليتفوق على منتخبات كبيرة في هذا العرس ويحسم اللقب لمصلحته.
من أبرز المكاسب كذلك من هذه البطولة، أنها سمحت للجماهير الجزائرية وكذلك مدرب المنتخب الأول جمال بلماضي باكتشاف لاعبين جدد، لهم القدرة على تقديم الإضافة في حالة قرر وضع الثقة فيهم، على غرار الثلاثي إلياس شيتي وسفيان بن دبكة وأمين توقاي، إضافة إلى المخضرم ياسين براهيمي الذي فاز بجائزة اللاعب الأفضل في كأس العرب، ليؤكد أنه ما زال قادراً على تقديم الإضافة للمنتخب الأول الذي أبعد منه منذ فترة ليست بالقصيرة.
تميزت البطولة العربية بتألق العديد من المدربين الوطنيين، وفي مقدمتهم بكل تأكيد المدرب الشاب مجيد بوقرة الذي قاد بجدارة المنتخب الجزائري الرديف للفوز بالكأس الغالية، مما يجعله خياراً متاحاً أمام اتحاد الكرة مستقبلاً لتدريب المنتخب الأول في حالة قرر المدرب جمال بلماضي المغادرة في يوم من الأيام، خاصة مع إمكانية كسب "الماجيك" لخبرة أكبر في الفترة المقبلة تسمح له بتولي المهمة.
جاءت بطولة كأس العرب فرصة كذلك لبعض لاعبي المنتخب الجزائري من أجل التحضير لبطولة أمم أفريقيا التي ستلعب مطلع العام المقبل في الكاميرون، فلاعبون مثل رايس مبولحي وبغداد بونجاح ويوسف بلايلي وأسماء أخرى، خاضت مباريات متتالية أشبه بالنهائيات، بداية من مباراة مصر ثم المغرب وقطر وأخيراً تونس في النهائي، مما يسمح لهم بكسب خبرة أكبر في مثل هذه المواعيد قبل انطلاق العرس القاري.
ويبقى المكسب السادس مالياً بالتحديد، كون الجزائر وبعد تحقيقها للقب العربي ضمنت جائزة قيمتها 5 ملايين دولار، ستساهم في إنعاش خزينة الاتحاد المحلي لكرة القدم لخدمة الكرة الجزائرية، خاصة بعدما قيل في السابق عن معاناة هيئة الرئيس شرف الدين عمارة من أزمة مالية سببتها جائحة فيروس كورونا وانسحاب متتالٍ للهيئات الراعية للمنتخب الجزائري في الفترة الماضية.